اتجاهات الرأي العام الفلسطيني بعد الحرب- حماس، السلطة، وحل الدولتين

إنّ السبيل الأمثل لإدارة أي نقاش عام هو الابتعاد عن الانحيازات الشخصية والتصورات المسبقة، وتجنب الاعتماد على تصريحات السياسيين ووسائل الإعلام. بدلًا من ذلك، يجب علينا الإصغاء بعناية لأصوات الناس العاديين، ومن ثم تحويل هذه الأصوات إلى سياسات ومواقف عملية. إذا لم نفعل ذلك، فسنواجه عددًا من المشكلات المقلقة، بما في ذلك:
- أولًا: تفشي الخطاب الشعبوي المثير للضجيج، الذي يفتقر إلى الواقعية والنقاش الدقيق المستند إلى الحقائق الموثقة. على سبيل المثال، كشفت إحصائية مهمة عن ارتفاع مستوى التضامن في إسرائيل بعد الحرب الأخيرة. حيث ذكرت نسبة كبيرة من المستطلَعين (أكثر من 70%) أنهم لا يفكرون في مغادرة البلاد بسبب الحرب. وقد ظل هذا الرقم ثابتًا طوال فترة المسح. هذه النسبة العالية من الرغبة في البقاء في إسرائيل، على الرغم من القتال العنيف، تعتبر ذات دلالة خاصة بالنظر إلى الجدل الذي دار في المجتمع الإسرائيلي خلال الأزمة السياسية الحادة التي سبقت الحرب، عندما تحدث الكثيرون عن احتمال الهجرة. ويبدو أن هناك قدرًا من الإجماع الظاهري في الرأي العام الإسرائيلي الآن، ولكن هذا الإجماع قد يكون عابرًا ومؤقتًا.
- ثانيًا: انتشار المقترحات غير العملية والمتسرعة، مثل فكرة عودة السلطة الفلسطينية لحكم قطاع غزة، أو إرسال قوات أمن عربية أو إسلامية. ففي الواقع، ترى غالبية الفلسطينيين (تصل إلى الثلثين) أن السلطة الفلسطينية تمثل عبئًا على النضال الفلسطيني، وتطالب بحلّها وباستقالة الرئيس محمود عباس.
يتزايد دعم الكفاح المسلح، وخاصة في الضفة الغربية، كرد فعل على عنف المستوطنين، إلا أن التأييد لحل الدولتين يشهد أيضًا ارتفاعًا ملحوظًا.
- ثالثًا: هيمنة المبالغات التي تخفي الحقائق وتجرّد الفلسطينيين من إنسانيتهم، وذلك عندما لا يتم تصويرهم كبشر عاديين – مثل بقية البشر – لديهم نقاط ضعف ومخاوف وغضب. فمن الضروري الاعتراف بأن هناك اختلافات واضحة بين أهل الضفة الغربية وأشقائهم في قطاع غزة في اتجاهات الرأي العام، كما تظهر الاستطلاعات. ويرجع ذلك إلى اختلاف الظروف وشدة العدوان الإسرائيلي على غزة مقارنة بالضفة، على الرغم من أن كلاهما يعانيان من نفس الهموم.
- رابعًا: شيوع الافتراضات التي تفتقر إلى التدقيق والتمحيص، مثل الاعتقاد بأن السلطة الفلسطينية ستُستقبل بالورود عند عودتها لحكم غزة، وأن تأييد حماس في قتالها الحالي يعني تأييدها سياسيًا أو تبني أيديولوجيتها، أو أن عملية "طوفان الأقصى" تعني عودة الإسلاميين إلى المشهد السياسي العربي.
- خامسًا: الانقطاع في العلاقة المنطقية بين السبب والنتيجة، على سبيل المثال، الادعاء بأنه بدون تدفق كافٍ للمعونات الإنسانية إلى أهل غزة، ستظل قدرتهم على مقاومة التهجير القسري قائمة، أو أن الحديث المتزايد من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن حل الدولتين سيحوله إلى واقع ملموس. ففي الواقع، صرحت نسبة كبيرة من الفلسطينيين (80%) بأن إصرارهم على تحقيق دولة فلسطينية قد ازداد، بينما أفاد 16% بأن إصرارهم لم يتغير أو انخفض. ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن الطرح الحالي جاد، فالغالبية العظمى (70%) من الفلسطينيين تعتقد أن الحديث الأخير عن حل الدولتين من الولايات المتحدة والدول الغربية ليس جديًا.
- سادسًا: عدم إدراك الفروق الدقيقة والتفاصيل الهامة التي ترسم معالم الصورة الكاملة، والتي من خلالها يتم اقتراح السياسات وتقديم المقترحات. فمواقف الشباب الفلسطيني تختلف عن مواقف كبار السن، ومواقف فقراء غزة تختلف عن مواقف أغنيائهم. وهناك فروق واضحة في الرأي العام بين الضفة الغربية وغزة تستدعي التأمل العميق، وقد تثير بعض المخاوف. ولكن هذا لا يعني – في الوقت نفسه – غياب القواسم المشتركة أو الموقف الوطني الجامع. فالمواقف الوطنية لم تعد تُبنى إلا على التعددية، وإدراك الاختلافات لا مصادرتها.
- سابعًا: إضعاف التفكير النقدي، الذي يعتمد على رسم الخرائط التفصيلية، وبيان الفروق، وتجاوز الثنائيات المتعارضة، وإظهار المواقف المعقدة. فعلى سبيل المثال، على الرغم من تجمع آلاف المتظاهرين في تل أبيب للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، إلا أن 10% فقط من اليهود الإسرائيليين أيدوا وقف القتال من أجل تبادل الرهائن، وفقًا لاستطلاع أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي.
وفي غضون ذلك، صرحت نسبة كبيرة من اليهود الإسرائيليين (44.3%) بأنهم يريدون أن تتفاوض الحكومة من أجل إطلاق سراح الرهائن فورًا دون وقف القتال. ومن بين الإسرائيليين الذين شاركوا في استطلاع الرأي الذي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي، قال 26.6% إنه لا ينبغي لإسرائيل أن تتفاوض مع حماس من أجل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين على الإطلاق.
ما الذي يعتقده الفلسطينيون تحديدًا؟
يحظى الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر بتأييد شعبي واسع النطاق، ولكن الغالبية العظمى تنكر أن حماس قد ارتكبت فظائع ضد المدنيين الإسرائيليين. وقد أدت الحرب إلى زيادة شعبية حماس وإضعاف مكانة السلطة الفلسطينية وقيادتها بشكل كبير. ومع ذلك، لا تزال غالبية الفلسطينيين غير داعمين لحماس. ويتزايد الدعم للكفاح المسلح، وخاصة في الضفة الغربية، كرد فعل على عنف المستوطنين، إلا أن التأييد لحل الدولتين يشهد أيضًا ارتفاعًا ملحوظًا. وتدين الأغلبية الساحقة المواقف التي اتخذتها الولايات المتحدة والقوى الأوروبية الرئيسية خلال الحرب، وتعرب عن اعتقادها بأنها فقدت بوصلتها الأخلاقية.
هذه هي بعض النتائج التي توصل إليها استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في الضفة الغربية وقطاع غزة في الفترة ما بين 22 نوفمبر و2 ديسمبر.
ويفيد المؤشر العربي، الذي صدرت نتائجه في مطلع هذا الشهر، بأن 80% من الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس يعتقدون أن إسرائيل لن تنجح في إحداث نكبة جديدة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مقابل 15% يعتقدون بأن إسرائيل ستنجح في ذلك.
وفي نوفمبر 2023، أجرى معهد أوراد استطلاعًا للرأي العام شمل 668 فلسطينيًا من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة لدراسة مواقفهم تجاه الحرب. وكشف الاستطلاع عن أن 59% من المستطلَعين الفلسطينيين في السلطة الفلسطينية وفي غزة أعربوا عن تأييدهم الكبير لعملية "طوفان الأقصى". وتوجد فجوة كبيرة بين سكان السلطة الفلسطينية (68% تأييد) وسكان قطاع غزة (47% تأييد). وتضمنت الإجابات عن دوافع "الطوفان" القمع الإسرائيلي والاعتداءات على المسجد الأقصى (35%)، والاحتلال الإسرائيلي وبناء المستوطنات (33%)، وحصار غزة (21%).
ثلاثة مسارات مستقبلية
ما هي الاتجاهات السياسية المستقبلية للفلسطينيين التي يمكن استنتاجها من هذه الاستطلاعات؟
أولًا: صعوبة التهجير القسري
وهذا لا يعني عدم وجود إمكانية للهجرة الطوعية.
تشير بيانات "الباروميتر العربي" قبل عملية "طوفان الأقصى" إلى أن الغالبية العظمى من سكان غزة الذين شملهم الاستطلاع (69%) لم يفكروا قط في مغادرة وطنهم. وهذه نسبة أعلى من سكان العراق والأردن ولبنان والمغرب والسودان وتونس الذين سُئلوا نفس السؤال. (بالنسبة لجميع هذه البلدان، تأتي أحدث البيانات المتاحة من موجة استطلاعات "الباروميتر العربي" لعام 2021-2022).
وعندما سئلوا – وفقًا لاستطلاع المركز الفلسطيني للدراسات السياسية والمسحية الذي أُجري في نوفمبر الماضي، أي بعد "الطوفان" – عما إذا كانت إسرائيل ستنجح في إحداث نكبة ثانية للفلسطينيين في قطاع غزة كما دعا بعض الوزراء الإسرائيليين، قال ثلاثة أرباعهم تقريبًا (73%) (83% في الضفة الغربية و59% في قطاع غزة) إنها لن تفعل ذلك، وقال 24% (14% في الضفة الغربية و40% في قطاع غزة) إنها ستنجح.
وأفاد الاستطلاع أيضًا بأن الأغلبية الساحقة (85%؛ 96% في الضفة الغربية و70% في قطاع غزة) تعتقد أن إسرائيل لن تنجح في طرد سكان القطاع منه. ويعتقد 13% فقط (3% في الضفة الغربية و29% في قطاع غزة) أنها ستنجح.
تعتبر الفروق بين الضفة الغربية وقطاع غزة واضحة، وهي تثير القلق. فهناك ما يقرب من الثلث في غزة (29%) يرون إمكانية نجاح إسرائيل في طرد الفلسطينيين، على خلاف الضفة الغربية التي لا يرى غير نسبة ضئيلة (3%) فقط إمكانية ذلك. ويبدو أن سكان الضفة الغربية أكثر تفاؤلًا بكثير من سكان غزة (83% و53% على التوالي) بشأن قدرة سكان غزة الذين تركوا منازلهم خلال الحرب إلى مناطق أكثر أمانًا على العودة إلى هذه المنازل بمجرد توقف الحرب.
ثانيًا: ترتيبات ما بعد الحرب
عندما طُلب من المشاركين في استطلاع المركز الفلسطيني التكهن بالجهة التي ستسيطر على قطاع غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب الحالية، قال حوالي الثلثين (64%؛ 73% في الضفة الغربية و51% في قطاع غزة) إنها ستكون حماس. واختار 11% حكومة وحدة وطنية تابعة للسلطة الفلسطينية، ولكن بدون الرئيس محمود عباس. واختار 7% السلطة الفلسطينية مع عباس، و4% اختاروا إسرائيل، و3% اختاروا دولة عربية واحدة أو أكثر، و2% اختاروا حكومة وحدة وطنية بقيادة عباس، واختار 1% الأمم المتحدة.
وعندما سئلوا عن تفضيلاتهم للطرف الذي يجب أن يسيطر على قطاع غزة بعد الحرب، اختار 60% (75% في الضفة الغربية و38% فقط في قطاع غزة) حماس. واختار 16% حكومة وحدة وطنية للسلطة الفلسطينية بدون الرئيس عباس. واختار 7% السلطة الفلسطينية مع عباس، و3% اختاروا دولة عربية واحدة أو أكثر، و3% اختاروا حكومة وحدة وطنية برئاسة عباس، واختار 2% الجيش الإسرائيلي.
وتوقع 72% (80% في الضفة الغربية و61% في قطاع غزة) أن تنجح حماس في العودة إلى الحكم في قطاع غزة بعد الحرب، على الرغم من هدف إسرائيل المعلن بالقضاء عليها. ولا يعتقد 23% (15% في الضفة الغربية و36% في قطاع غزة) أن حماس ستنجح في ذلك.
وبافتراض توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية بعد انتهاء الحرب، فإن 28% فقط (20% في الضفة الغربية و39% في قطاع غزة) سيؤيدون نشر قوة أمنية عربية، في حين سيعارض ذلك 70% (77% في الضفة الغربية و60% في قطاع غزة).
وعلى الرغم من هذه التفضيلات المتباينة، أيد ثلاثة أرباع الفلسطينيين – وفقًا لاستطلاع أوريد – إنشاء حكومة وحدة وطنية بعد الحرب، بينما أيد 14% فقط إنشاء حكومة تقودها حماس، ونسبة أصغر (8%) تدعم إنشاء حكومة تقودها فتح.
وتجدر الإشارة إلى أن الاستياء من الأطراف الفلسطينية يزداد بشكل ملحوظ – وفقًا لاستطلاع المركز الفلسطيني – عندما يتعلق الأمر برئيس وزراء السلطة الفلسطينية، ورئيس السلطة الفلسطينية، والسلطة ذاتها، وحركة فتح. وترتفع نسبة المطالبة بحل السلطة الفلسطينية إلى ما يقرب من 60%، وهي أعلى نسبة يتم تسجيلها على الإطلاق في استطلاعات الرأي العام. كما ترتفع نسبة المطالبة باستقالة الرئيس محمود عباس إلى نحو 90%، بل وأعلى من ذلك في الضفة الغربية. وتعتقد أغلبية الفلسطينيين (68%) أن السلطة الفلسطينية أصبحت عبئًا على الشعب الفلسطيني، في حين يعتقد 28% فقط أنها ذخر للشعب الفلسطيني. وقبل ثلاثة أشهر، قالت نسبة 62% إن السلطة الفلسطينية تمثل عبئًا، وقالت نسبة 35% إنها إنجاز.
ثالثًا: الموقف من حركة حماس
يتسم الموقف من حركة حماس بتعقيدات جمة وتفاصيل كثيرة. إذ نلاحظ اختلافًا بين الضفة الغربية وقطاع غزة في هذا الشأن، وذلك نتيجة أن سكان القطاع عايشوا حكم حماس للقطاع لمدة 17 عامًا. ولكن في الوقت نفسه، يميز سكان غزة في موقفهم من حماس بين تأييدهم لها باعتبارها حركة مقاومة، وبين معارضتهم لممارساتها كسلطة حكم في القطاع.
وقد ازدادت شعبية حماس بعد عملية "طوفان الأقصى"، ولكنها ارتفعت في الضفة الغربية بشكل أكبر من قطاع غزة، حيث أدرك سكان الضفة الغربية أن من بين دوافع حماس الدفاع عنهم، تمامًا كما كانت الدفعة الأولى من المفرج عنهم من الأسرى من الضفة الغربية.
إن زيادة شعبية حماس لا تعني بالضرورة تأييدًا سياسيًا أو إيمانًا بأيديولوجيتها. فالرأي العام الفلسطيني – كما هو الحال في الرأي العام العربي – يميز بين حماس كحركة مقاومة، وبين كونها حركة إسلامية لها اختياراتها الفكرية، وذلك على عكس موقف أغلب الحكام العرب الذين يرفضون المقاومة وإسلامية حماس معًا.
تكشف نتائج استطلاع "الباروميتر العربي" الذي أُجري قبل عملية "طوفان الأقصى" أن سكان غزة ليس لديهم ثقة كبيرة في حكومتهم التي تقودها حماس. فعندما طُلب منهم تحديد مدى الثقة التي لديهم في سلطات حماس، قال عدد كبير من المشاركين (44%) إنهم لا يثقون على الإطلاق. وكانت عبارة "ليس هناك الكثير من الثقة" ثاني أكثر الإجابات شيوعًا بنسبة 23%. وأعرب 29% فقط من سكان غزة عن ثقتهم "بقدر كبير" أو "كثير جدًا" في حكومتهم. وقال 72% إن هناك قدرًا كبيرًا (34%) أو متوسطًا (38%) من الفساد في المؤسسات الحكومية التي تقودها حماس، واعتقدت أقلية أن الحكومة تتخذ خطوات هادفة لمعالجة المشكلة. وقال 24% فقط من المشاركين في الاستطلاع إنهم سيصوتون لإسماعيل هنية. وحصل مروان البرغوثي على الحصة الكبرى من التأييد بنسبة 32%، ومحمود عباس على 12% – وذلك قبل عملية "طوفان الأقصى".
أما بعد 7 أكتوبر، فقد تغيرت الاتجاهات. فوفقًا لبيانات المركز الفلسطيني، كانت نسبة الرضا عن دور حماس هي الأعلى (72%؛ 85% في الضفة الغربية و52% في قطاع غزة)، يليها الدور الذي لعبه يحيى السنوار (69%؛ 81% في الضفة الغربية و52% في قطاع غزة)، ثم إسماعيل هنية (51%؛ 57% في الضفة الغربية و43% في قطاع غزة)، يليها حركة فتح (22%؛ 23% في الضفة الغربية و21% في قطاع غزة). ثم السلطة الفلسطينية (14%؛ 10% في الضفة الغربية و21% في قطاع غزة)، ثم محمود عباس (11%؛ 7% في الضفة الغربية و17% في قطاع غزة)، وأخيرًا محمد اشتية (10%؛ 6% في الضفة الغربية و16% في قطاع غزة).
ولو أُجريت اليوم انتخابات رئاسية جديدة وكان المرشحان الوحيدان هما محمود عباس وإسماعيل هنية، لبلغت نسبة الإقبال على التصويت 53% فقط. ومن بين الذين سيشاركون سيحصل عباس على 16% وهنية على 78% (مقابل 58% لهنية و37% لعباس قبل ثلاثة أشهر).
وفي قطاع غزة، تبلغ نسبة التصويت لعباس 24% ولهنية 71%. وفي الضفة الغربية، يحصل عباس على 10% وهنية على 82%. وإذا كان التنافس الرئاسي بين ثلاثة مرشحين: مروان البرغوثي وعباس وهنية، فترتفع نسبة المشاركة إلى 71%. ومن بين المصوتين يحصل البرغوثي على 47% وهنية 43% وعباس 7%. وقبل ثلاثة أشهر، بلغت نسبة التأييد للبرغوثي 49% وهنية 36% وعباس 13%. وإذا كانت المنافسة الرئاسية بين مروان البرغوثي وهنية، فترتفع نسبة المشاركة إلى 69%. ومن بين المصوتين يحصل البرغوثي على 51% وهنية على 45%. وقبل ثلاثة أشهر، بلغت نسبة التأييد للبرغوثي 60% وهنية 37%.
ووفقًا لاستطلاع مركز أوريد، فإن ما يقرب من ثلثي الفلسطينيين (65%) يرون أن الحرب هي ضد الفلسطينيين ككل وليست ضد حماس، في حين يرى الخمس تقريبًا (18%) أنها ضد حماس فقط. وشعر 98% بالفخر بهويتهم الفلسطينية بعد العملية، وتوقع ثلاثة أرباع الفلسطينيين تقريبًا (73%) انتصار الفلسطينيين، في حين رأى 14% فقط أنه لن ينتصر أحد الطرفين.
تشير هذه النتائج وغيرها الكثير إلى أن الحرب قد أدت إلى تغيرات جوهرية في المزاج العام الفلسطيني، وعززت الكبرياء الوطني الفلسطيني، ورفعت الآمال بالنصر، وقللت من التأييد لحل الدولتين. وحتى الآن، لم يتضح بعد الأفق السياسي. ولذلك، يجب أن تأخذ الاعتبارات المتعلقة بـ"اليوم التالي" هذه الجوانب في الحسبان، لأنها قد تؤثر بشكل كبير على كيفية فهم الفلسطينيين لمسألة القيادة في غزة بعد الحرب، وموقع كل من حماس وفتح منها، وبالطبع، موقع السلطة الفلسطينية.
